أكشن -٢ –
تررن .. تررن ..
خنساء: ألو..
العميل: السلام عليكم ..
اهلين اختي .. انا اسف .. تعبتك شهرين وانتي تصممي بس الصراحه اليوم اجتمعنا وقررنا انه ماعجبنا شي من الشغل
أنا: كيف طيب؟ التصميم كان على أساس مقترحاتكم والرسومات اللي اعتمدتوها من البدايه وعجبكم التوجه وعلى هالأساس طورناه
العميل: صادقة بس عاد خلاص غيرنا راينا .. ممكن ترجعين فلوسنا وسامحينا على التعب اللي تعبناك اياه ..
أكشن -٣-
تررررررن… ترن ترن ..تررررررن (غيرت النغمة )
العميلة : اهلين عزيزتي انا اسفه تأخرت عليك بالرد ثلاث شهور بس كنت افكر واستخير بخصوص الشعار (عريس على غفلة!)
أنا: طيب بشري وش اخترتي؟
العميلة: الصراحة ولا واحد .. احس اني ماارتحت لهم !
أنا: طيب مو على أساس فضلتي واحد منهم وكنا رح نشتغل على المرحلة الثانية؟
العميلة: والله انا كانو عاجبيني بس وريتهم لولد اخت بنت عم خالي اللي عمرها سنتين ..وقالت اغااا اغاااا ابوووو .. واظن انه هذا معناه انه ماعجبها ..و أنتي اكيد عارفة انه لو ماعجب الطفل بهالعمر فمارح يعجب أي أحد ثاني!
أكشن -٤ –
…… (مافي رنة لأنه الجوال صامت)
العميل: سلامو عليكم اختي الكريمة
أنا: وعليكم السلام أخي الكريم
العميل: لو سمحتي أنتي تصممين شعارات؟
أنا: امم .. نعم جزء من عملي أني اصمم شعارات
العميل: طيب اسمعي .. انا الصراحه ماعندي فلوس ادفع للتصميم بس لو كنتي مصرة مرة ممكن اتسلف وادفع المبلغ .. بس ترا لو ماعجبني انتي اللي بتسددين!
وتستمر التررن تررن وتستمر المكالمات والاستفسارات والمحادثات وربما النزاعات والحروب الإقليمية..
لماذا أنا هنا؟ مالذي قادني لعالم التصميم من بين أنابيب المختبرات حيث اكتب آخر اكتشافات المضادات الحيوية .. أتابع نمو الخميرة وأحلل DNA البشر لأكتشف وآفهم.
لماذا اخترت هذا المجال بالذات ؟ هل هو الشغف؟ المادة؟ قلة الحيلة؟ التوقيت المناسب؟ حب التميز؟ حب الظهور؟ ثقب الأوزون؟
بعد عقد من الزمان أقف هنا لأسأل نفسي وبكل صراحة .. لماذا أنا هنا ومالذي يدفعني للاستمرار؟ بالرغم من كل التحديات .. لماذا لازلت أرى أنه يحق لي الانتقاد والشكوى والتغيير والتصفيق والحديث سراً وعلناً .. لماذا أنا المصمم الذي يتشرط؟
أكتب هذه التدوينة -الغير عادية – لنفسي أولاً .. ولأبناءي وأحفادي المستقبليين ثانياً .. ولكل المصممين ثالثاً .. لعلهم يجدون في تدوينتي الشخصية جداً مايلهمهم لأكمال الطريق ومقاومة اليأس! وعلى غير العادة .. سألخص هذه التدوينة كنقاط ليسهل علي كتابتها أولاً ومراجعتها ونشرها وربما حذفها لاحقاً..
- ليس المهم ماذا أفعل وكيف أفعله .. المهم هو لماذا أفعله .. وأعتقد أنني أردت أن أُلهم الأخرين من خلال التصميم .. أتذكر البدايات فابتسم لأني لم أكن اتخيل جمال الطريق ولا حلاوة النهاية!
- التمرد قد يكون سلاحك الذي لايخذلك .. منذ عرفت نفسي وأنا ساخطة (اعتراف متأخر) على المجتمع الفني.. على البيئة المحيطة .. على المصممين والشركات والمطابع وسائقي السيارات وبيض تويتر والعالم ككل .. المهم أن يقودك السخط هذا لإحداث تغيير بسيط يلمسه الآخرين وبالتالي تنتقل من السلبية إلى الإيجابية.. اجعل مايستفزك هو مايقودك للتغيير.
- قد لاتكون أفضل مصمم عرفته البشرية .. لكن بإمكانك تغيير العالم! مهما كانت مهارتك التصميمية والفنية متقدمة هناك من هو أمهر وأسرع منك.. فكر كيف يمكن لعملك أن يؤثر بالأخرين بالتوازي مع تطوير مهارتك .. تنفس عملك وتحدث عنه.. شارك به أفراد أسرتك وأصدقاءك .. تحدث عنه بفخر أمام آبناءك .. فهم أول عملاءك وأهم مسوّقي خدمتك.
- الشغف آكذوبة كبيرة صدقناها .. شغفك هو ماتتقن عمله وماتمنحه وقتك ليصبح شغفك .. هي كالبيضة والدجاجة تماماً .. الاهتمام والوقت يصنع الشغف .. ومازلت متأكدة أنني لو منحت وقتي واهتمامي لأي مجال آخر كما فعلت مع التصميم لجنيت ماجنيته الآن .. حتى لو كان المجال صناعة الطائرات آو تحضير السوشي.
- يخطىء المصمم فيعتقد أن أفضل طريقة للتصميم هي أن تفهم عميلك فقط. عميلك هو أحد أفراد مجتمعك الذين لن تفهمهم إذا لم تختلط بهم .. شارك في الفعاليات .. تكلم عن فنك .. اخرج من قوقعتك النموذجية واقترب منهم.
- الروتين هو عدو المبدع.. شخصياً كنت أميل في السابق لصنع اختصارات تسهل علي التصميم .. ملفات مرتبة وخطوط مفهرسة ومجلدات بحروف أبجدية .. اختصرت الطريق لكن أضعت الهدف! هذا الطريقة المقننة جعلتني أفكر في اتجاه واحد وبالتالي تكون المخرجات عادية ومكررة. لتضع بصمتك في التاريخ احرق الجسور من خلفك لتضمن إبداعك.. ابدأ من حيث انتهيت .. غير طريقة تفكيرك لتضمن أنك لن ترجع بنفس الطريق السهل العادي بل اسلك طريقاً جديداً مليئاً بالإثارة والتحديات.
- أفضل طريقة للإنجاز أن تُحرج نفسك .. نعم احرج نفسك من خلال توريطها بما تعتقد أنها لن تستطيع فعله .. شخصياً أنسب نجاحي المهني لهذا الأسلوب .. تقدمت وآنا في الجامعة لعشرات الشركات التي لاأحلم أن توظفني وكنت أحدد مواعيد المقابلات وليس لدي بورتفوليو جاهز .. ثم أمضي الأسبوع في صناعته وتجهيزه قبل موعد المقابلة .. حديثي في تيدكس أيضاً كان نتيجة مغامرة ورطت نفسي بها بنفس الطريقة التي لاتراجع فيها وللعلم معظم تدوينات المدونة تمت بنفس الطريقة بحيث أعلن عنها في تويتر فيتحمس المتابعين فأخشى أن آخذلهم فاضطر لكتابتها وهكذا.
- التدوين والكتابة من أجمل لحظات حياتي .. وأعتقد أني أحبه واستمتع به لأنه صعب .. أن تضع عقلك في تركيز تام لتكتب عصارة أفكارك وتجاربك هو بحق تحدي عظيم خاصة إذا كانت قائمة مهامك بطول يتجاوز ال٣٥ سنتيميتراً.
- إذا كنت تعتقد أنني اتفسلف في هذه التدوينة .. توقف فوراً عن القراءة
- شكراً لك لمتابعة القراءة .. أنت أحد الأشخاص الذين يدفعونني للكتابة بهذا الحماس.
وأخيراً .. أعتقد أني شخصياً تمكنت من تعويض النقص في مهاراتي الإبداعية والتصميمية (كوني لم أدرسه كتخصص جامعي) بكوني شخص شغوف محب للعلم والقراءة٫ مادفعني لبذل جهود مضاعفة لتعويض ذلك.
نقطة أخيرة.. هذه التدوينة هي خلاصة حديث نفس .. إذا كانت لامستكم أتمنى أن تثروها بتعليقاتكم
4 تعليقات
هههههههه 🙂
انا ايضاً ..
خنساء مالك حق كان سويتي لها الفستان واذا تبغى شنطة برضوا سويها لازم تسوي كل شي
مقالة رائعة و مبدعة لأنها ببساطة واقعية ، فخورة جدا بك خنساء انت مثال للنجاح بالمثابرة و الابداع، بوركت جهودك
مبدعة استمري
تفكيرك يشبه تفكيري